الجديد
31/10/2015
ما اثار هذ الموضوع هو المقابلة التي اجريتها مع قناة روتانا خليجية بخصوص مشروع قطار الحرمين. هذا المشروع هو مشروع استراتيجي وحيوي لامارة منطقة مكة المكرمة وسوف يكون له ان شاء الله الاثر الكبير في حركة النقل بين جدة ومكة والمدينة وهو نواة مهمه للسكة الحديد لتنشر شبكتها عبر المملكة كلها فلسنا اقل مما يحصل في كل دول العالم من تطور في ادوات النقل العام سواء داخل المدن ام خارجها وبينها. اذا هذه الفائدة التي نتحدث عنها، فاين الضرر اذا؟ الضرر الذي يحتمل ان يحدث هو في مراحل الانشاء بدءا من وقت التصميم مرورا بمرحلة التنفيذ الى مرحلة التشغيل وظهور المشاكل التشغيلية او المششاكل الناتجة عن القرارات الخطائة في وضع التصميم والمكاسب او الخسائر التي حققها المشروع في مجمل الخدمات السابقة والجديدة. او تلك المشاكل عند التصميم والتي تقرر تصميم المشروع لاهميته بغض النظر عن فقد بعض الخدمات او عمليات الربط بين الاحياء ان لم يتم مراعاتها وهي مرحلة قرارات تصميمية تظهر سلبياتها عند التشغيل. طريق الحرمين قد تعدى مع الزمن طاقتها الاستيعابية للحركة المرورية وقد بدات بالفعل بوادر اكتظاظ الحركة المرورية قبل بدء مشروع قطار الحرمين وتفاقم الامر عند بدء المشروع. كان الاولى البدء في مشروع الطريق الدائري الاوسط قبل البدء في مشروع قطار الحرمين لانه اذا حدث ذلك فان الحركة المرورية سيتم توزيعها دون المرور باي حالة من حالات الاختناق المرورية. فهل من المعقول ان يصبح الطريق الدائري والذي من المفروض ان يخدم المدينة طرقا مزدحما وكانه في وسط البلد وفي منطقة لا تتوافر فيها اي مقومات خدمة الشوارع بمواقف للسيارات؟ هذه حالة طريق الحرمين اليوم للاسف الشديد وان كنت اتوقع ان ينفرج ذلك عند تشغيل قطار الحرمين والطريق الدائري الاوسط ويكون الوضع افضل اذا تم العمل مباشرة على الطريق الدائري الشرقي. الضرر الثاني وهو في مرحلة تنفيذ المشروع. اي مشروع كبير وضخم بحجم مشروع قطار الحرمين لا بد وان يمر بحالات اغلاق طرق وتوفير بدائل مرورية وحلول مؤقته. ذلك لم يحدث عندما تم قطع بعض الطرق المرورية تحت الكباري وعزل شرق جدة عن غربها وعاشت المنطقة ازمة خانقة فرجها الله عنهم بامير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل يحفظه الله. وكان الاولى عدم حدوثها. هذا لا يبرئ ادارة المرور من المشكلة فهي المعنية باعتماد الحلول المرورية للطرق التي ينوي المشروع اغلاقها لمصلحة تنفيذ اعمال المشروع. وان اقرها المرور فقد اخطا وان لم يقرها المرور فقد اخطا ايضا بعدم منعها لان الشركات غير مسؤولة عن مشكلة المدينة او ضمان توفير الخدمات لها ما لم تراعي ذلك الجهات المسؤولة وهذا ما بدى واضحا من سلوك الشركة المسؤولة عن المشروع. فشكرا للامير خالد الفيصل على حزمه واهتمامه واداء واجبه على وجه التمام. اشار بعضهم الى ان الشركة عندما تغلق طريق تفتح طريق بنفس السعة مقابل ذلك وهذا يتطلب معرفة سلامة الطريق البديل في حل الحركة المرورية ومعالجة عملية ربط المنطقتين مع بعضهما مروريا ودرن اختناقات مرورية. لقد تزامن مشروع المطار وربط شارع الامير ماجد بمطار جدة الصالة الجنوبية مع مشروع قطار الحرمين مما خلق شيئ من الارباك في حركة الطرق. هذه التغيرات كان الاولى ان تكون بها لوحات ارشادية كبيرة وواضحة وفي مواقع مكررة حتى تمنع اي لبس لدى سائقي السيارات وبالتالي تمنع اي ارتباك مروري الا انه وللاسف الشديد لا توجد لوحات ارشادية كافة ولا واضحة ولا تساعد في الغالب لتوجيه المركبات الى هدفها الصحيح في حركة السير. بل اشار بعضهم الى ان المداخل والمخارج الى شرق جدة سوف تقلل بحيث تلغى المداخل من تحت الكباري الى مدخل كبري بريمان ومدخل شارع التحلية وامل الا يكون ذلك صحيحا الا اذا كانت هناك دراسة مرورية تفصيلية ومراعاة لكثافة الحركة على هذه الطرق بالاضافة الى عمليات التوعية المكثفة للناس. اضف الى ان حصر الحركة من شرق جدة الى غربها ووسطها بطريقين يشبهها بالجزيرة مع ان للجزيرة طرق بريه وبحرية وجوية في العادة فهل هذا مخطط لربط شرق طريق الحرمين بغربها ام ان المعلومة غير صحيحة وذلك ما ارجوه. الادهى والامر هو ما ورد في تقرير روتانا خليجية من سوء معايير السلامة للمشروع بل حتى انه اكثر من مجرد سوء تنفيذ اعمال السلامة بوجود مسببات للحوادث والكوارث المرورية والتي لا تراعى ولا يتم متابعتها ولا تزال في وقتها فمن المسؤول؟ هل هي الشركة نفسها وهذا لا شك فيه؟ ولكن ايضا هناك مسؤولية المراقب او المتابع للمشروع فهو يتحمل مسؤ ولية اكبر لانه لا يعي الفرق بين مصلحة المواطن واهمية متابعة تنفيذ المشاريع؟ وهناك طرف ثالث يتحمل المسؤولية ايضا في سلامة الطريق وهو ادارة المرور التي ربما لم تمر في تلك الطرق وترى كيف ان الخرسانات مرماة على قارعة الطريق وعلى قائد المركبة ان يكون بارعا في تفادي الاخطار المفاجئة. يقولون ان المرور لا ياتي الا اذا كانت الحوادث دامية، اما سلامة الطريق او توقف المركبات في غير المكان الصحيح او على الممتلكات العامة فلم يعد من اهتماماتهم. فامل يا امير منطقة مكة المكرمة ان تجد لنا ادارة تهتم بسلامة المواطن المرورية وفرض النظام على المركبات المخالفة، ومثلك لن يعيه حلها. هذا المقال تم نشره في جريدة البلاد السعودية في يوم الجمعه الموافق 31 / 10 /2015 م